د. حاغيت رفائيلي مشكين
د. حاغيت رفائيلي مشكين، 48 عامًا من إسرائيل، أم لثلاثة أطفال، قُتلت بوحشيّة على يد إرهابيّي حماس في المذبحة الرهيبة التي وقعت يوم السبت، 7 أكتوبر، في جنوب إسرائيل.
حصلت د. حاغيت رفائيلي مشكين على شهادة الدكتوراه في تعليم العلوم والتكنولوجيا من التخنيون، ودَرَّست العلوم في مدرسة إعداديّة وثانويّة في هود هشارون.
خلال السنوات 2015-2023، كانت د. حاغيت رفائيلي ميشكين عضوًا في معهد موفيت، وهو مركز متعدّد الثقافات يربط مؤسّسات ووكالات في مجال التعليم، بما في ذلك مؤسّسات أكاديميّة لتأهيل المعلّمين وللبحث التربويّ، وهيئات حكوميّة محليّة ووطنيّة بقيادة وزارة التربية والتعليم، ومنظّمات اجتماعيّة.
كمربّية، سعت د. ميشكين إلى التنسيق والتعاون مع أعضاء هيئة التدريس في معاهد تأهيل المعلّمين لتعزيز وتطبيق البرامج التي من شأنها تنشيط سيرورات التغيّير التربويّ التي يمكن أن تُحدث تحسينات شديدة الأهميّة في مهنة التدريس وفي تأهيل المعلمين.
في السنوات 2015-2016، كانت عضوًا في فريق برنامج “أكاديمية-صفّ”. هَدَف هذا البرنامج إلى تغيير سيرورة التدريب على التدريس وتعزيز الانتقال إلى “التدريس المُشتَرك” في الصفوف التعليميّة.
“أكاديمية-صف” هو برنامج أطلقته وزارة التعليم الإسرائيليّة. يركّز البرنامج على الخبرة العمليّة الرئيسيّة في نهاية تدريب الطالب-المعلّم، ويؤكّد على أهميّة الطبيعة المستمرة والمكثّفة للتدريب العمليّ. يؤكّد البرنامج على التعاون بين المدرسة والكليّة، ويشكّل نوعًا مختلفًا وجوهريًّا من التدريب العمليّ عن النموذج التقليديّ، سواء بسبب التوجيه الوثيق للمعلّم المُدرِّب باستخدام نموذج عمليّ يستند إلى التدريس المشترك، وأيضًا بسبب النطاق الكبير للمسؤوليّة المفروضة على الطلّاب-المعلّمين.
وجدت الدراسات التي درست نجاح برنامج “أكاديمية-صف” أنّ البرنامج يمنح مزايا كبيرة للطلّاب-المعلّمين الذين تخرّجوا من البرنامج لاندماجهم في السنة التطبيقيّة، كما وجد أنّ لديهم احتمال أكبر للعمل لاحقًا في التدريس (Macdusi، 2018). ازداد الشعور بالفعاليّة لدى خرّيجي البرنامج وكانوا مستعدّين بشكلٍ أفضل لدورهم كمدرّسين في كلّ من الصفّ التعليميّ والنظام المدرسيّ، مقارنة بالطلّاب-المعلمين الذين خضعوا لتجربة تدريب عمليّ تقليديّة (Eran and Zaretski، 2017).
في السنوات 2017-2023، كانت حاغيت رئيسة برنامج “تيسفا” (TESFA– “الأمل” باللّغة الأمهريّة).
في ضوء البيانات التي تُظهر أنّ المعلّمين من أصل إثيوبيّ ممثّلون تمثيلًا منقوصًا في نظام التعليم، حدّدت وزارة التعليم الإسرائيليّة هدف اندماجهم في جهاز التعليم كهدف رئيسيّ، وتعمل على عدّة جبهات لتطبيق هذا الهدف، أحدها برنامج “تيسفا”. برنامج “تيسفا” هو برنامج شامل للاندماج الكميّ والنوعيّ للمعلّمين من أصل إثيوبيّ في نظام التعليم، مع تعزيز ثقافة تعدُّد الثقافات والتقبُّل. يعمل البرنامج في معاهد تأهيل المعلمين منذ 13 عامًا، ويُدرِّس الطلّاب من أصل إثيوبيّ في مسارات خاصّة، جنبًا إلى جنب مع بقيّة الطلّاب. المجالات الرئيسيّة للبرنامج هي:
- تنمية مهارات التعلُّم الأكاديميّ واكتساب أدوات تربويّة للتدريس في جهاز التعليم.
- تنمية المهارات الشخصيّة والقياديّة التربويّة لدى الطلّاب.
- اكتساب أدوات تعليميّة للتعامل مع كون الطلّاب الأثيوبيّين “الآخر” الاجتماعيّ في المجتمع الإسرائيليّ، وذلك من خلال تعزيز تقبُّل التعدّديّة الثقافيّة واحترام جميع الناس (Schatz-Oppenheimer، 2015).
في السنوات الأولى من تعيينهم، يقدّم البرنامج توجيهًا للمعلّمين من أصل إثيوبيّ المعنيّين بهذا الدعم. نتيجة لذلك، زاد عدد المعلّمين المنحدرين من أصل إثيوبيّ الذين يدخلون جهاز التعليم ويثابرون فيه بأكثر من الضعف في العقد الماضي.
مجال رئيسيّ آخر لبرنامج “تيسفا” هو تنسيق التعاون مع الكلّيات في مؤسّسات تأهيل المعلّمين لتعزيز وتطبيق هذه الأهداف من خلال مساقات تتعلّق بتعدُّد الثقافات، وأنشطة غير رسميّة، ومؤتمرات، وبالتوجيه الشخصيّ.
في السنوات 2021-2023، شاركت د. رفائيلي ميشكين في اليوم العالميّ المحوسب لمركز TEC. يُعنى هذا اليوم بالتعليم من أجل التسامح، والروابط بين الثقافات، والتعاون التعليميّ، واستخدام النماذج التعليميّة لكسر الأفكار المسبقة، وبناء الثقة بين الثقافات المختلفة.
كانت حاغيت خبيرة في البحوث التربويّة والإجرائيّة مع معلّمين من مجتمعات مهمّشة. مجالات بحثها هي التعليم في مجتمع متعدّد الثقافات، برنامج “تيسفا”، والمعلّمين من أصول أثيوبيّة.
كانت حاغيت مربّية، وناشطة اجتماعيّة، ومنظِّمة لمهرجان “ميدبورن” (النسخة الإسرائيليّة من مهرجان “بيرنينغ مان”)، وعملت بلا كللٍ ولا ملل لخلق مجتمع أفضل وأكثر تقبُّلًا وتسامحًا.
لتكن ذكراها مؤبّدة.